Tuesday, December 18, 2007

تقبل الله منّا و منكم

تقبل الله منـّا و منكم
كلما رأيت صورة الحرم المكي, يلتف حوله ضيوف الرحمن
تخطر في ذهني الآية الكريمة
لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام
إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم و مقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا
فبعد أن كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و صحبه مستضعفين في مكة مضطهدين, يكتم أحدهم إيمانه خشية النيل منه ومما آمن به من دين منزل و رسول مرسل, و بعد أن هجروا مكة و هي أحب الديار إليهم عادوا إليها ألوفا مألفة, يذكرون ربهم ويشكرونه, فيقف رسول الله خطيبا:ـ
لا إله إلا الله وحده, لا شريك له, صدق وعده, و نصر عبده, وهزم الأحزاب وحده
و هذه رسالة إلى من أظلمت الدنيا بوجهه, و استبعد نصر الله و فتحه, و غلب تشاؤمه على تفاؤله, نقول له.. ـ
إن الله نصر الفئة المؤمنة التي صبرت مع رسول الله, و هاجرت معه من مكة إلى المدينة المنورة, و ذلك عندما نصرته و أيدته, فانصر الله حتى ينصرك و اقرأ إن شئت : (و لينصرن الله من ينصره)ـ و لنا في يوسف عليه السلام أسوة : (إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)ـ توجه عليه الصلاة و السلام إلى قريش التي طالما آذته وآذت صحبه, واستقبلهم بنداء: لا تثريب عليكم اليوم! فمن منا يعف عند المقدرة, كان باستطاعته أن يثأر لنفسه و هو معه القوة و العتاد, لكنه إنسان, و رسول الرحمة و الخير و الإحسان ـ
----------------------------------------------------------------------------------
هنيئا لحجاج بيت الله الحرام, هنيئا لهم وقوفهم و تضرعهم و دعاؤهم على صعيد عرفات
هنيئا لهم مباهات ربهم بهم, أهل السماء
حين يقول الوعد الحق:ـ
انظروا إلى عبادي
أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق
يسألون حوائجهم أشهدكم أني قد غفرت لهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم
انصرفوا مغفوراً لكم
هنئيا لكم ضيافة الرحمن, و هذا الكرم الرباني, فحجكم مبرور, و سعيكم مشكور, و تجارتكم لن تبور بإذن الله تعالى, و رزقنا و إياكم حجة إلى بيته العتيق, و جمعنا على جبل عرفة, ووهبنا لذة مناجاته و مناداته
إنه و لي ذلك و القادر عليه
----------------------------------------------------------------------------------
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
و أعاد الله علينا العيد و نحن و الأمة الإسلامية في حال أفضل, و إلى الله أقرب