Thursday, February 14, 2008

Brilliant حوار مع صاحب مدونة

تم نشر هذ الحوار مع (زميلكم) صاحب مدونة
Brilliant
في موقع
الشبكة الوطنية الكويتية
في موضوع: المدونات... رحلة ممتعة في عالم الأفكار و صيد الخواطر
أجرت الحوار -مشكورة- الزميلة عابرة
لا أطيل عليكم... و إليكم تفاصيل الحوار
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 1 ــ ما هي الاسباب و الدوافع و الاهداف التي دفعتك لدخول عالم التدوين ؟
باختصار شديد... عالم التدوين أو المدونات ما هي إلا وسيلة واحدة من آلاف الوسائل لإيصال الفكر للغيرـ
حقيقة أعيش في غربة و لوحدي في شقة منزوية منذ عدة سنوات, و لمن جرّب حياة الغربة أو السكن الإنفرادي, يحس بأنه هناك وجه آخر للحياة, حيث يكثر الحديث مع النفس و للنفس, فتكون أنت أنيس نفسك و جليسها, فتكثر حينها الخواطر و الأفكار, و التأمل بالأحداث و الأخبار, و قد تقلقك فكرة ما فتسهّرك ليالييّ إلى الأسحار, هنالك تدرك أن علاج سهرك و همك هو تدوين فكرك, و نقله من الصدور إلى السطور, فتشعر بطمأنينة, كيف لا و فكرك الآن أمام مرآى عينك, و مسمع أذنك, و قد دخل عقول القراء إن لم يكن قلوبهم!ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 2 ــ ماهي ابرز الصعوبات التي قد يواجهها أي شخص يريد ان يمتلك مدونة خاصة سواء في مرحلة ما قبل التدوين و مرحلة بعد الدخول لذلك العالم الذي سؤسميه مجازا العالم الرابع؟
لا يمكنني أن أقر بأن هناك صعوبات خصوصا في الشبكة العنكبوتية, أعني في ذلك أنني و بخلال أقل من 5 دقائق أستطيع عمل مدونة جديدة و نشر ما أريد نشره بغض النظر عن صدق أو كذب ما أنشر! لذلك فهي ليست صعوبات بقدر ما هي مسؤولية, فما الذي يمنعني إذن من نشر موضوع جديد بشكل يومي على مدار السنة؟ الذي يمنعني هو اهتمامي بنوعية ما ينشر و ليس كمية النشر. و أرمي من خلال المدونة إلى نشر خلاصة فكري و عصارة تجربتي في الحياة, و كون المدونة مرتبطة باسمي, فهذا ما يجعلني أدقق أكثر بما ينشر و كيفية نشره, فهي مسؤولية أكثر مما هي صعوبات!ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 3 ــ باعتقادك الشخصي هل وجود قوانين عامة وضوابط تحكم عملية التدوين و الاراء التي تطرح سيصب في المصلحة العامة ام انه يعتبر كبت لحرية التعبير و التدوين؟
عزيزتي عابرة...دعيني أجاوب على تساؤلك هذا بسؤال بسيط و هو: هل تعتبري قوانين المرور كبت للحريات أم أنها وجدت لتنظيم السير و تقليل الضرر؟ من خلال معاشرتي للآخرين, تيقنت أن (القانون) يعد العامل الأساسي الذي ينظم حياة الناس و يدخل في شؤون حياتهم الصغيرة و الكبيرة, و تأتي بالمرتبة الثانية: العادات و التقاليد الإجتماعية, ثم يأتي بعدهما بالمرتبة الثالثة الدين! فاليوم أصبح من ينوي ارتكاب جريمة قتل (على سبيل المثال), لا يفكر بعاقبة أمره و كيف سيقابل ربه, بقدر ما يفكر بالسنوات الطويلة التي سيقضيها مع السجان, و خلف القضبان, هذا إن لم تختم حياته بإعدام!ـ
فأنا أؤيد أن يكون هناك قانونا ينظم هذا الضخ الهائل من المعلومات في الشبكة العنكبوتية, و حتى يحاسب كل منا نفسه ألف مرة قبل كتابة أي تعليق أو خبر خصوصا تلك التي تتعلق بأشخاص بأعينهم, و أنا أعلم أن هناك من الزملاء المدونين, أو في المنتديات, من هم ليسوا بحاجة لأي رقيب و لا حسيب عليهم, و سيستمر نهجهم سواء بوجود قانون أو بعدمه, لأنهم يعرفوا قيمة الكلمة, و معنى الخبر, و يتقنون فن تقييم الرجال.في الوقت نفسه, عندما نتكلم عن قانون ينظم التدوين, فأنا لا أدعوا لأن تكون هناك دولة بوليسية! فلا نرضى بأن نكون دولة بوليسية و لا أن نكون كالمركب البسيط الذي في أواسط البحار و تتلاعب في الأمواج و الرياح ذات اليمين و ذات الشمال, و هكذا هو الحال بلا تنظيم ضخ المعلومات في الشبكة العنكبوتية!ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 4 ــ ماهو مفهوم حرية الرأي عندك؟ (السؤال من الزميلة أوراد الكويت)ـ
أما عن مفهوم حرية الرأي, فلو تجاذبنا أطراف الحديث عنه, و امتطينا ركابه, لطال بنا المقام و كثر عندنا المقال!ـ
أعرّف الحرية بأنها قول أو فعل ما تشاء متى ما شئت أينما تريد... مالم تلحق الضرر بغيرك! و مفهوم حرية الرأي أخذ حيزه من النضوج في الآونة الأخيرة في مجتمعنا و لله الحمد, و أحب أن أرى مفهوم حرية الرأي من جانب آخر, و هو أننا لا نريد أن نقول ما نشاء بقدر ما نسمع من الغير, فسماعنا و احترامنا للرأي الآخر هو احتراما لذاتنا قبل أن يكون احتراما للآخرين, و السماع من الغير (وخصوصا المخالفين في الرأي) لا يقل أهمية عن حرية ابداء الرأي, و للفيلسوف و الإقتصادي البريطاني الشهير (جون مل) مقولة جميلة في هذا الجانب...فقال: ((إذا كان كل البشر يمتلكون رأيا واحدا وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأيا مخالفا, فان إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف - في جرمه - عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة))ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 5 ــ هل تعتقد أن الاسلام اعطى للبشر مساحة كافية وحقيقية من الحرية .. ام ان الاسلام و في بعض الاحيان يقمع الحريات و لا يسمح للمخالف بابداء رايه مثال :ـ
ـ قتل المرتد
ـ و عدم السماح لاي شخص بالمساس بالذات الالهية و النبي صلى الله عليه وسلم؟
إذا قلت أن الإسلام أعطى مساحة كافية من الحرية, فسأظلم بقولي هذا الدين العظيم! الإسلام لم يعط مساحة من الحرية فحسب, بل إن أساس الدين قائم على الحوار و الإقناع و البوح عما يخلد في النفس و الخاطر, ألم يسمع عليه الصلاة و السلام لعمه أبي طالب عندما أرسلته قريش ليخير النبي بعروض عرضتها قريش عليه مقابل أن يترك دعوته؟ ألم ينصت له أم كمم فاه و أعرض عنه؟ و إذا كانت بريطانيا تفخر بأنها وضعت قانون حرية الكلام في البرلمان في القرن السابع عشر, و إذا كانت فرنسا تفخر بإرساء قانون حقوق الإنسان في القرن الثامن عشر, فإني أفخر بأن رسولي الكريم قد سبقهم و أعلنها مدوية و فتح بعبارته أبواب الحرية و الحوار فقال: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) إذن الإسلام فتح لهم باب الحرية ليثبتوا ما زعموا به. و قال للمشككين بالقرآن : (أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون* فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) و قال: (أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون* أم خلقوا السموات و الأرض بل لا يوقنون* أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون* أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين* أم له البنات و لكم البنون* أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون* أم عندهم الغيب فهم يكتبون* أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون* أم لهم إله غير الله سبحان الله عمّا يشركون) إذن أسلوب القرآن اعتمد على الإقناع و التحدي, و لم يمانع أن يبحث هؤلاء المشككين عن أدلة تبرهن ادعاءاتهم... و لن يأتوا بها!ـ
أما عن قتل المرتد... فهذا حدّ أوجده الفقهاء حفاظا على أمن الدولة الإسلامية, خاصة من الجواسيس الذين يظهرون اسلامهم و يأتوا بأخبار المسلمين و ينقلوها لعدوهم, و أقولها و بكل ثقة: أنه لو كنت حاكما لما قتلت المرتدّ... و إنما قتلت من يتجسس على الدولة الإسلامية و ينقل أخبارها لعدوهاـ
المساس بالذات الإلهية أو بذات النبي عليه و على آله أفضل الصلاة و التسليم لا يدخل في باب الحريات, فعندما تمس الحرية الغير, و تسيئ إليهم, و تلحق الضرر بمشاعر الأتباع, فهذه ليست حرية, فالمستشرق -مثلا- له الحق في البحث في حياة الرسول, و أن يناقش و يجادل كيفما شاء, لكن بأدب و دون إساءة لشخصية الرسول الكريم, و إن ما حدث في الدانمارك من رسوم تسيئ لرسولنا الكريم, هي بعيدة كل البعد عن معنى الحرية الفكرية أو حرية الرأي, و كذلك الحال لو كان عندك شك أو ريبة بأحد المسؤوليين أو الوزراء, فإنك تقدم الأدلة الدامغة ضده, من غير أن تجرح شخصه أو تنحدر بمستوى خطابك ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 6 ــ مدونتك كان أول افتتاح لها في تاريخ 14-9-2007يعني تقريبا أكملت الاربع شهور من اول افتتاح رسمي لها ماهي الاضافات التي تشعر ان المدونة قد اضافتها على حياتك بمعني ما هي محصلة الاربع اشهر ؟؟ الثمرات التي جنيتها ؟
حقيقة كل يوم أشعر بسعادة بالغة على اقدامي لهذه الخطوة و هي عمل مدونة شخصية, فتعلمت منها الكثير الكثير, فمن جانب أحسست بالراحة النفسية لأني أكتب ما يهمني و يجول بخاطري, فأزيل عن ذهني هذا العبء و الهم الفكري الكبير, و ثانيا جميل أن يكون للإنسان أثر مكتوب و مدوّن, فهو بمثابة الإبن البار الذي يحمل اسم والده, و من جانب آخر فتحت علي المدونة باب العلاقات على مصراعيه, مع أخوة لي لم أكن أتصور أن اصل إليهم لولا هذه المدونة, فتكون هناك الإتصالات و تناقل الأفكار و الأخبار و المعلومات, و أخيرا, مدونتي أعتبرها كمضمار تدريب و تمرين لي شخصيا, و محطة انطلاقة بإذن الله تعالى لما هو أفضل و أوسع من عالم المدونات ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 7 ــ ما مدى ايمانك بالعبارة التي تقول الانترنت او المدونات او حتى المنتديات هي عينك على العالم الثالث و هي بنفس الوقت عين العالم الثالث على خصوصياتك هل فعلا نحن من خلال المنتديات او المدونات نكشف اوراق خاصة وسرية من حياتنا رغما عنا .. ام ان كل شخص يملك القدرة في التحكم باطلاع الاخرين على خصوصياته ؟
بداية لا أفهم ما ذا تعنين بالعالم الثالث! و من هو العالم الأول أو العالم الثاني؟عموما سأجيب بمقدرا فهمي للسؤال:ـ
لا شك أنه من يدخل عالم الإنترنت و بالأخص المنتديات و المدونات, فهو يعرض نفسه للتشهير بقصد أو من دون قصد, أعني أن القارئ بدأ يعرف شيئا من شخصيتي و جانبا من حياتي, و لا أجد في ذلك حرجا بالنسبة لي شخصيا - و إرفاق صورتي الشخصية في المدونة دليل على ذلك - فكل شخص يستطيع أن يعطي غيره معلومات بقدر ما هو يريد, لا بالقدر الذي يطلبه الطرف الثاني, كذلك الحال لو جلستُ مع شخص غريب في أحد المقاهي, فباستطاعتي أن أخبره بكل صغيرة و كبيرة بحياتي و ما يهمني و ما أحب و ما لا أحب, و باستطاعتي كذلك أن أخلق له قصه وهمية عن حياتي و ليس فيها شي من الصحة, و باستطاعتي كذلك أن أسلك سبل التحايل معه و أن لا أدعه يعرف شيئا عني غير مظهري الخارجي! إذن فالطرف الثاني يعرف عني بالقدر الذي أريده أنا...ـ
تبقى هناك نقطه و هو إذا حاول الطرف الثاني البحث عنك, فبإمكانه أن يستقي معلومات و يتطلع على جوانب من حياتك قد تكون أخفيتها عن أعين الغير, لذلك ذكرت قبل قليل أن من يدخل عالم المدونات و المنتديات في الإنترنت فإنه يعرض نفسه للتشهير! أما من الناحية الأخرى, و التي تخص باطلاعي على معلومات الغير, فأتفق معها جملة و تفصلا, فهناك أكثر من شخصية أردت مقابلتها, و لم أجد لي مخرجا إلا الإنترنت لأستقي معلومات عنها و أعرف ما قيل عنها و ما لها و ما عليها, و ذلك قبل مقابلتي لها ـ
----------------------------------------------------------------------------------
ــ 8 ــ و اخيرا و ليس اخرا .. هل من كلمة تود توجيها لأعضاء المنتدى هنا اقتراح مثلا او ايجابية او سلبية ترها موجوده وتحتاج الى تطوير او تغيير و ما الى ذلك ؟؟
ـ بداية أنصح نفسي و أنصح اخواني رواد الإنترنت بتحري الدقة أولا و أخيرا في نشر الأخبار و تقييم الغير! فتحريك للدقة و تحليك للموضوعية ينم عن حسن خلق و بلوغك درجة من النضج و الوعي قلما تجدها في الغير, و قبلما تقيّم أي خبر أو معلومة قيّم قبلها ناقل الخبر و اعرف صدقه و أمانته, و تحرى من صحة ما نقل, و لا تنسى قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحو على فعلتم نادمين)ـ
ـ و جميعنا يعلم أننا نكتب بأسماء وهمية, لكن تجردنا من اسمائنا الحقيقية لا يعني تجردا من أخلاقنا و قيمنا و مبادئنا في الحياة, فالله الله بحسن الخلق و الله الله في انتقاء أطايب الكلام كما تنتقي أطايب الثمرـ
ـ و لنفتح قلوبنا لمحاورة الغير قبل أن نفتح عقولنا و آذاننا, و لنعلم أن الإختلاف سنة الله في الأرض, و أن لا ننتظر اليوم الذي نتفق فيه جميعا برأي واحد, فلن نتفق أبدا, لكن لنتعلم كيف نتعايش باختلافنا في الآراء و الأذواق, و لنقلل من نبرة الدعوة إلى وحدة الكلمة, و لنستبدلها بالدعوة إلى وحدة الصف, و إذا سمعت رأيا مخالفا فهذا لا يعني الطعن بصاحب الرأي المخالف, لكنه يعني أنه (أنت) و (هو) تنظرون لشيئ واحد من جوانب متعددة, و اعلم أن أفهام الناس متفاوته ـ
ـ و لتكن لكل منا أهدافَ واضحة في الحياة, و خطى مرسومة و غاياتٍ معلومة, حتى نبتعد عن التخبط و العشوائية, و أن لا نعيش تحت رحمة الإرتجاليةـ
ـ و شكرا للمبدعة (عابرة) على اتاحة هذة الفرصة الثمينة, فشخصيا تعلمت الكثير من هذا الحوار, و هو أنني فهمت نفسي أكثر, و صرت من همي أقرب, و فهمك للنفس خطوة رئيسية و لا بد منها لفهم الطرف الآخرـ

5 comments:

Anonymous said...

ليست صعوبات بقدر ما هي مسؤولية

بالفعل .. بارك الله بكم :)

نسأل الله أن يوفقكم إلى ما يحب ويرضى

تابعوا فنحن لكم متابعون

Anonymous said...

عكس الحوار مدى نضج وعقلانيه المحاور وتفكيره الراقي

فجزاك الله خيرا

بريلينتيه حتى النخااع

Shaima'a Alkandari said...

استمتعت باجاباتك اللي احس انها قربتنا اكثر منك اخوى الفاضل

واترك لقلمك العنان واتحفنا بما لديك

Brilliant said...

Killie thiqqa
و بارك فيك كذلك... شاكر لج هذي المشاعر الصادقة و الدافئة
تحياتي
-------------
بريلينتية حتى النخاع
:)
أشكر لج زيارتج و هذا الثناء العطر.. إللي حتما بإذن الله راح يكون دافع لمواصلة و استمرار الكتابة و العطاء
تحياتي
-------------
عزيزتي شيماء
حياج الله
و شكرا جزيلا على هذا الإطراء
و بإذن الله متى ما توافر الوقت المناسب.. ستكون المدونة هي قبلتي للكتابة
و إن شاء الله نقدم ما هو
مفيد و ممتع بنفس الوقت
تحياتي

loco said...

3afiah :) wa elllla el amam enshallla